لما الر حيل ......

حان الموعد ......
عقارب الساعة ترتجف .....
و قلبي أثقله حزن عتيدْ ....
لما الرحيل!!!! ...
لم يحن فصل الخريف بعد ...
لما الرحيل!! ....
فالطيور ما زالت خارج أعشاشها ..
تلملم الربيع لصغارها
و تزين مسا العشاق بالزغاريدْ .....
قلتِ ذات يوم ....
كل نهار سيحضنه ليل ....
ليبرز مفاتن نجومه
فلا تحزن إذا أفل نوري حيناً ....
لأن فجركَ
سيبزغ حتماً من جديدْ ....
لكن رحلتِ ....
تلحفت الظلام ....
امتطيت قارب النوى ....
مكللة بالدموع و البسمات ....
ترافقك نغمات أمنياتي و آهاتي ...
و أشواق قلبي الفقيدْ ....
كل شيء ها هنا ....
لا طعم له و لا لون ....
والربيع هجر الحقول ...
أترى متى تهلين يا قمري ...
لتحيي الحدائق و الفصول ....
و أختصر الزمن
لمروج حبكِ المديدْ ....
سأنتظر على الأطلال ...
تفتح الجلنار ....
خيوط الفجر الأولى ....
همسة أمل تعانقني من بعيدْ ....
سأبقى على جمر الانتظار
كما عاهدتك ....
كأي أم تراقب طفلها الوحيدْ ....
و أنثر الذكريات ...
على شواطئ الأحلام ...
أحيي قلوب العشاق
بكلماتكِ ....
بحنينك المعتق ....
بجمال روحكِ ....
كساعي البريدْ ....
ليلة الأمس أخبرتكِ ....
كم مرت ليال أناجي عينيك ...
ثم أغفو كالطفل بين أهدابك ...
و همستِ ....
بلكنتك الطريفة المحببة ...
بت أمقت الأمل ....
كلامك المعسول دون لمسات ....
لكن .. ستعدو الأيام قريباً ..
ليتنا الآن للأمس الجميل نستعيدْ ....
يا زنبقتي الليلكية ...
كل حواسي تناديك ....
قولي لكل البرايا
لأرصفة روما ......
لشوارع نابولي .....
لحمائم البندقية .....
لبرج بيزا أن يستقيم ....
فحقائبي حزمت ....
و ابتدا زماننا ....
زمان الهيام المجيدْ ....
انتظري لقائي ...
كما تمنيت ....
و أيقظي ذاك الوحش الجميل
في عينيك السماويتين ....
فقد ولى أوان الانتظار و المواعيدْ .....